الصفحة الرئيسية  أخبار عالميّة

أخبار عالميّة مخيم اليرموك بسوريا يموت جوعا والعالم يلازم الصمت

نشر في  14 جانفي 2014  (10:56)

"إنهم يموتون من الجوع".. هناك في مخيم اليرموك بجنوب دمشق تتضاءل الكثير من الكلمات أمام الموت، لتصبح الصورة التي تتسرب من المخيم لرجال وأطفال ونساء يموتون من الجوع أشبه بالصفعة على وجه العالم. حتى هذه اللحظة وصل عدد ضحايا الجوع الذي فرضه النظام الأسدي على دمشق الجنوبية عموماً، وعلى مخيم اليرموك خصوصاً إلى 48 شخصاً من المخيم، وكان آخرهم 5 سقطوا اليوم، اثنان منهم جوعاً وثلاثة قنصاً برصاص النظام أيضاً عندما حاول أهالي المخيم فك الحصار. وتحدث الناشط "ه.ع" وأكد للعربية.نت أنه وحتى هذه اللحظة لم تدخل أي مساعدة للمخيم منذ ما يزيد عن الـ7 أشهر، وأن سيارات الإغاثة التي تحدثت عنها منظمة التحرير الفلسطينية لم تدخل المخيم بعد، رغم أن الأهالي انتشروا في شوارع المخيم بانتظار تلك المساعدات رغم يقينهم الضمني أن المساعدات ستبقى حلماً مع سيطرة النظام على مداخل المخيم. حاول سكان المخيم اليوم الاثنين فك الحصار بمظاهرة كبيرة تجمعت في ساحة الريجة ليسقط منهم 3 منهم قتلى. وبدأ كل تشييع بالتحول لمظاهرة للتنديد بترك المخيم لمصيره بهذه الطريقة، وتبدو مظاهرة اليوم كما غيرها، انتهت بخسارة أشخاص آخرين، والمعبر بقي مغلقاً، والناس تنتظر دزرها بالموت.
تقول أم أحمد: "رؤية رجل أو مرأة تسقط على الأرض بالشارع شيء مألوف وعادي، نقول سقط من الجوع، ومشاهدة أطفال في الشوارع يبحثون عن أي شيء قابل للأكل أصبح مشهداً عادياً أيضاً".
وتتابع أم أحمد أن لا كلام تريد أن توجهه لأحد، ولن يطلبوا من داخل المخيم أي مساعدة، ولن يناشدوا أحداً، فالموت الآن "وصورنا ونحن نتضور جوعاً ونموت ببطء ملأت الإنترنت، وصرخات السوريين ومناشدتهم المجتمع الدولي لفض الحصار عن المخيم لا تجد صدى.. تركونا للموت ليقولوا يوماً ما، المخيم الذي كان حياً". دمشق الجنوبية ليست المخيم فقط، فثمة أكثر من 550 ألف مدني محاصرين في يلدا وببيلا وبيت سحم والتضامن والعسالي والحجر الأسود والقدم، وقبل أيام فقط نصبت النظام كميناً لأهل يلدا بإيهامهم بفتح المعبر لخروجهم، وما إن وصلوا إلى ما ظنوه بوابة للخروج حتى ارتكب رجال الأسد مجزرة مروعة على الحاجز بالناس الهاربين من الموت إلى الموت. فيديو لأم تطعم أطفالها مما وجدته في حاوية القمامة، فيديو لشاب يقنص على معبر اليرموك ليتم إسعافه على دراجة هوائية وسيلة الإسعاف الأسرع في اليرموك هذه الأيام، فيديو لامرأة فلسطينية من ساكني المخيم تنشد أغنية القهر والعذاب، فيديو لناس تتجمع أمام مشفى فلسطين لحظة وصول أحد المصابين الذي تحول لميت سريعاً، فيديو لطفل يموت برصاص القناص.. تكثر الفيديوهات من مخيم اليرموك، وتكبر المعاناة وتزداد، وفلسطينيو سوريا يرون الويلات في مخيمهم، يقصفوا وتحتل بيوتهم، ويحاصروا 7 أشهر ويبادوا جوعاً، والقرن الواحد والعشرين يتفرج على مأساة الناس الذين اختفت ملامحهم من هناك. حملات كثيرة انطلقت في عدة أماكن في العالم للتضامن مع مخيم اليرموك حملت عنواناً موحداً "هنا مخيم اليرموك"، بدأت بالأراضي الفلسطينية، وشارك بها أجانب وعرب في عديد من العواصم العالمية، وأطلق السوريون نداءات واستغاثات على الشبكة العنكبوتية لمساعدة المخيم، وتضامنت 60 محطة إذاعية فلسطينية مع المخيم، وانتشرت رسوم كاريكاتيرية وصور تعبيرية للتنديد بسياسة التجويع، إلا أن المخيم لا يزال معزولاً عن العالم، ولا يزال الجوع مستمراً، وبقيت سيارات الإغاثة اليوم خارج المخيم، لأن النظام رفض إدخالها، وبكل تلك البساطة انتهت رحلة المساعدات اليوم التي تم الحديث عنها منذ يومين بصخب إعلامي. العربية نت